السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"من مطرب روك إلى أشهر دعاة الدنمارك
".. هذه الجملة القصيرة تلخص قصة حياة المطرب الدنماركي عبد الواحد بيترسون الذي مال قلبه بالفطرة إلى الإسلام، فشدّ الرحال لأكثر من بلد عربي بحثا عن الدين الحق حتى هداه الله لإعلان إسلامه وتكريس حياته للدعوة.
ويروي بيترسون الذي صار أحد أشهر دعاة الدنمارك قصة إسلامه قائلاً:
"كنت شاب يافعا أملك صوتا جيدا وكنت أعمل بالغناء أتنقل بين المطاعم والملاهي للغناء، وأقصى أحلامي تحقيق الشهرة، لكن فجأة وبلا ترتيب.. شعرت بنداء قادم من السماء يدعوني إلى التعرف على الله واتباع دينه
".
"حينها يستطرد بيترسون لم أكن أعرف شيئا عن الإسلام، ولم يدر في خلدي.. فأنا كنت مسيحيا اسما فقط، فقررت أن أدرس مختلف الأديان لأتعرف على الدين الحق، وبالفعل تيقنت أن الإسلام هو الطريق الوحيد إلى الله؛ لأنه الدين الذي يخاطب العقل والقلب معا، وكان ذلك عام 1982 تقريبا
".
وردا على سؤال عن كيفية تعرفه على الإسلام، خاصةً وأن بلاده لم تكن تضم إلا عددا قليلا من المسلمين،
يجيب:
"سافرت إلى عددٍ من البلاد العربية وأتقنت اللغة العربية، وعندما عدت إلى الدنمارك قررت أن أهب حياتي للدعوة للإسلام وسط حضارة مادية لا تعترف إلا بكل ما هو مادي
".
ويؤكد بيترسون أن أكثر ما يجعله يشعر بالدين الكبير نحو الله عز وجل أنه لم يتأثر بشيء مادي للدخول في الإسلام، ولم يكن هناك من يدعوه إلى هذا الدين.
وبعد دخوله الإسلام نشط بيترسون في العمل الخيري من خلال إشرافه على عددٍ من المشروعات الخيرية في مجموعة من الدول الفقيرة كتأسيس مدرسة لتعليم الأولاد والفتيات في أفغانستان. كما يترأس جمعية "دانش مسلم إيد" التي ساهمت في إعادة بناء 500 منزل دمرها زلزال في كشمير.
حلم المسجد
وعن أحلامه يقول:
"ينقصنا فقط وجود مسجد كبير يكون مكانا يجتمع فيه المسلمون، ومنذ إسلامي كنت أحلم ببناء هذا المسجد، وبالفعل حصلنا على التصاريح اللازمة من الحكومة الدنماركية، ولم يبق لنا سوى الشروع في تنفيذه بعد جمع التبرعات اللازمة، لذلك.. فلا يعقل أن تكون الديانة الثانية في الدنمارك بلا بيت للعبادة
".
وبحسب بيترسون فإن المسلمين الأوائل دخلوا الدنمارك في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات، وكانوا من العمال، ولم يكونوا متدينين بالأساس، وبالتالي لم ينتشر الإسلام آنذاك، لكن النهضة الإسلامية الحقيقية بدأت في نهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات؛ بسبب وجود مهاجرين مسلمين واهتمام عدد من الدنماركيين بالديانة الإسلامية، كما أدت أحداث كل من الحادي عشر من سبتمبر وأزمة الرسوم المسيئة إلى زيادة اهتمام الدنماركيين بالتعرف على هذا الدين.
وعن أسباب إقبال كثير من الغربيين على الإسلام، يوضح بيترسون:
"الناس هنا في الغرب غارقون في مجتمعات مادية، ومؤخرا انتبهوا إلى أن الحياة مهما كان فيها من متع وملذات فهي في النهاية ستزول، ومن هنا أخذ بعضهم يبحثون عن الجوانب الروحية، وكما أصبحنا نجد الكثيرين من الملحدين أصبحنا نجد الكثيرين الذين يبحثون عن ديانة تمنحهم الهدوء النفسي، ولذلك أعتقد أن مستقبل الإسلام في أوروبا عموما كبيرٌ جدا، لأنه الدين الذي يبعث على الهدوء النفسي في كل شيء
".
دمتم بخير جميعاً