فجرت الثورة الليبية منذ اندلاعها يوم 17 فبراير الطاقات الإبداعية للشباب في جميع المجالات، وظهر العديد من رسامي الكاريكاتير الذين تسابقوا في التعبير عن آرائهم بحرية. كما أن أكبر المجالات التي اتجه الشباب الليبي للإبداع فيها هو الموسيقى.
وأسس شباب العديد من الفرق الموسيقية منذ اندلاع الثورة، خاصة تلك التي تعزف الموسيقى الغربية. ومن هذه الفرق فريق "شباب تحت الأرض" (جايز أندر جراوند) الذي اختار هذا الاسم، في إشارة إلى الخوف الذي كان يعيشه الموسيقيون الليبيون في عهد القذافي.
ويقولون إن اتجاههم للموسيقى الغربية كان بهدف إشباع حاجاتهم من هذا النوع من الموسيقى التي كبتها القذافي كثيرا، فمنذ حوالي عشر سنوات حرق القذافي كافة آلات الموسيقى الغربية وحطم المتاجر التي كانت تبيعها واعتقل كل من كان يعرف عنه امتلاكه آلة غربية.
فقد كان سبب اتجاههم إلى هذا النوع من الموسيقى يساعدهم في أن يظهروا للعالم الخارجي أن الشباب الليبي مثقف، يجيد اللغات الأجنبية ومطلع على ما يحدث في الغرب وإن كان ذلك يتم بالجهود الذاتية.
إن الثورة الليبية ساعدتهم على التعبير بحرية عما يجول في خاطرهم وما تجيش به مشاعرهم التي كبتوها طوال عمرهم، ففي عهد القذافي كانت النجومية والتألق من نصيب الفنانين الذين يتملقون النظام.
ففي ظل نظام القذافي كان المطربون في الإذاعة الليبية يعتمدون على غنائهم للعقيد وليس على موهبتهم، في حين كانت المهرجانات الفنية مسيسة بحيث لا تفوز إلا الأعمال التي يمجد فيها القذافي.
فقد كانت ليبيا في عهد القذافي "مقبرة للفنانين الليبيين"
وهناك إبداعات أخرى في ساحة القتال
أتاحت الثورة مجالا للابتكار، فرغم نقص الإمكانات لدى الثوار وتقادم أسلحتهم وقلتها، فإنهم أدخلوا تعديلات عليها وعلى طريقة استعمالها لمواجهة الفجوة بين أسلحتهم وبين تلك التي تحملها قوات العقيد القذافي.
ومن تلك الابتكارات تركيب المدافع الرشاشة التي تستخدمها الطائرات المروحية على سيارات نقل صغيرة على قاعدة مصنعة من الرافعة التي تستخدم في تغيير إطارات السيارات.
كما قامت بتفجير قدرات الشباب بقيامهم بتشغيل إحدى شبكات الهاتف المحمول على النطاق المحلي. كما ابتكروا طريقة لإتاحة خدمات شبكة الإنترنت على الرغم من قطع القذافي الاتصالات الأرضية والجوالة وخدمات الشبكة العنكبوتية عن شرق البلاد تماما.
ملاحظة : احببت ان يصاحب الموضوع اكثر الاغانى شعبية منذ بداية الثورة